فصل: إعمال الفكر في فضل الذكر

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي للفتاوي ***


إعمال الفكر في فضل الذكر

مسألة‏:‏

في الذكر والتسبيح والدعاء هل هو معادل للصدقة ويقوم مقامها في دفع البلاء‏.‏

الجواب‏:‏

الأحاديث والآثار صريحة في ذلك وفي تفضيله على الصدقة، وأما كونه سببا لدفع البلاء فهو أمر لا مرية فيه فقد وردت أحاديث لا تحصى في أذكار مخصومة من قالها عصم من البلاء ومن الشيطان ومن الضر ومن السم ومن لذعة العقرب ومن أن يصيبه شيء يكرهه وكتاب الأذكار للشيخ محي الدين النووي مشحون بذلك وكذا كتاب الدعاء للطبراني وللبيهقي فلا معنى للإطالة بذلك، وقد صح في لا حول ولا قوة إلا بالله أنها تدفع سبعين بابا من الضر أدناها الفقر وفي رواية أدناها الهم، وأخرج الحاكم وصححه عن ثوبان مرفوعا لا يرد القدر إلا الدعاء‏.‏ وأخرج الحاكم أيضا من حديث عائشة مرفوعا الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وان البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة‏.‏ وأخرج مثله من حديث ابن عمر‏.‏ وأخرج أبو داود وغيره عن ابن عباس مرفوعا من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب، وأخرج ابن أبي شيبة عن سويد بن جميل قال من قال بعد العصر لا إله إلا الله له الحمد وهو على كل شىء قدير قاتلن عن قائلهن إلى مثلها من الغد وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده من طريق الزهري قال أتى أبو بكر الصديق بغراب وافر الجناحين فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما صيد صيد ولا عضدت عضاة ولا قطعت وشيجة إلا بقلة التسبيح، وأخرجه أبو الشيخ في كتاب العظمة من طريق ابن عون بن مهران عن أبي بكر موقوفا‏.‏ وأخرج أبو نعيم في الحلية مثله من حديث أبي هريرة، وأبو الشيخ في العظمة نحوه من حديث أبي الدرداء مرفوعا ما أخذ طائر ولا حوت إلا بتضييع التسبيح، ومن حديث أنس مرفوعا آجال البهائم كلها وخشاش الأرض في التسبيح فإذا انقضى تسبيحها قبض الله أرواحها، ومن حديث يزيد مرثد مرفوعا لا يصاد شيء من الطير والحيتان إلا بما يضيع من تسبيح الله‏.‏ وأما تفضيل الذكر على الصدقة ففيه أحاديث كثيرة مرفوعة وموقوفة فمن الموقوفة ما أخرجه الحاكم والترمذي عن أبي الدرداء مرفوعا ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق وان تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا وما ذاك يا رسول الله قال ذكر الله‏.‏ وأخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة قال الذاكرون الله كثيرا‏.‏ قلت يا رسول الله ومن الغازي في سبيل الله قال لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما لكان الذاكرون الله أفضل منه درجة‏.‏ وأخرج الحاكم عن البراء مرفوعا من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له‏.‏ له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات فهو كعتق نسمة‏.‏ وأخرج البيهقي في شعب الإيمان من طريق أنس مرفوعا لأن أقعد مع قوم يذكرون الله منذ صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلىّ من أن أعتق أربعة من ولد اسماعيل، ففي هذين عدل الذكر بالعتق وتفضيله عليه‏.‏ ومن الموقوفات أخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن ابن مسعود قال لأن أسبح تسبيحات أحب إليّ من أن أنفق بعددهن دنانير في سبيل الله وأخرج عنه قال لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي من أن أتصدق بعددها دنانير‏.‏ وأخرج عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إليّ من أن أحمل على عدتها من خيل بأرسانها‏.‏ وأخرج عن ابن عمر قال ذكر الله بالغداة والعشي أعظم من حطم السيوف في سبيل الله وإعطاء المال سحا‏.‏ وأخرج عن أبي الدرداء قال لأن أسبح مائة تسبيحة أحب إليّ من أن أتصدق بمائة دينار على المساكين‏.‏ وأخرج عن معاذ بن جبل قال لو أن رجلين أحدهما يحمل على الجياد في سبيل الله والآخر يذكر الله لكان الذاكر أعظم وأفضل أجرا‏.‏ وأخرج عنه قال‏:‏ لأن أذكر الله من غدوة حتى تطلع الشمس أحب إلى من أن أحمل على الجياد في سبيل الله‏.‏ وأخرج عن عبادة بن الصامت مثله‏.‏ وأخرج عن سلمان الفارسي قال لو بات رجل يعطى القيان البيض وبات آخر يقرأ القرآن أو يذكر الله لرأيت أن ذاكر الله أفضل‏.‏ وأخرج عن ابن عمرو قال لو أن رجلين أقبل أحدهما من المشرق والآخر مع المغرب مع أحدهما ذهب لا يضع منه شيئا إلا في حق والآخر يذكر الله حتى يلتقيا في طريق كان الذي يذكر الله أفضلهما فهؤلاء سبع صحابة صرحوا بتفضيل الذكر على الصدقة، ومن أقوال غير الصحابة أخرج ابن أبي شيبة عن أبي الأحوص قال لتسبيحة في طلب حاجة خير من لقوح صفى في عام أزبة أو لزبة‏.‏ وأخرج عن أبي بردة قال لو أن رجلين أحدهما في حجره دنانير يعطيها والآخر يذكر الله كان ذاكر الله أفضل‏.‏ والآثار في المعنى كثيرة وفيما أوردناه كفاية‏.‏ ومما استدل به على تفضيل الذكر على سائر العبادات أنه لم يرخص في تركه في حال من الأحوال - أخرج ابن جرير في تفسيره عن قتادة قال افترض الله ذكره عند أشغل ما تكونوا عند الضراب بالسيوف فقال ‏(‏يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون‏)‏ والله أعلم‏.‏

نتيجة الفكر في الجهر بالذكر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى‏.‏ وسلام على عباده الذين اصطفى‏.‏ سألت أكرمك الله عما اعتاده السادة الصوفية من عقد حلق الذكر والجهر به في المساجد ورفع الصوت بالتهليل وهل ذلك مكروه أو لا‏.‏

الجواب‏:‏

إنه لا كراهة في شيء من ذلك وقد وردت أحاديث تقتضي استحباب الجهر بالذكر وأحاديث تقتضي استحباب الأسرار به والجمع بينهما أن ذلك يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص كما جمع النووي بمثل ذلك بين الأحاديث الواردة باستحباب الجهر بقراءة القرآن والواردة باستحباب الأسرار بها وها أنا أبين ذلك فصلا فصلا‏.‏

ذكر الأحاديث الدالة على استحباب الجهر بالذكر تصريحا أو التزاما‏.‏

‏(‏الحديث الأول‏)‏ أخرج البخاري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه والذكر في الملأ لا يكون إلا عن جهر‏.‏

‏(‏الحديث الثاني‏)‏ أخرج البزار والحاكم في المستدرك وصححه عن جابر قال خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس إن لله سرايا من الملائكة تحل وتقف على مجالس الذكر في الأرض فارتعوا في رياض الجنة قالوا وأين رياض الجنة قال مجالس الذكر فاغدوا وروحوا في ذكر الله‏.‏

‏(‏الحديث الثالث‏)‏ أخرج مسلم والحاكم واللفظ له عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لله ملائكة سيارة وفضلاء يلتمسون مجالس الذكر في الأرض فإذا أتوا على مجلس ذكر حف بعضهم بعضا بأجنحتهم الى السماء فيقول الله من أين جئتم فيقولون جئنا من عند عبادك يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويهللونك ويسألونك ويستجيرونك فيقول ما يسألون وهو أعلم فيقولون يسألونك الجنة فيقول وهل رأوها فيقولون لا يارب فيقول فكيف لو رأوها ثم يقول ومم يستجيروني وهو أعلم بهم فيقولون من النار فيقول وهل رأوها فيقولون لا فيقول فكيف لو رأوها ثم يقول اشهدوا أني قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوني وأجرتهم مما استجاروني فيقولون ربنا إن فيهم عبدا خطاء جلس إليهم وليس منهم فيقول وهو أيضا قد غفرت له هم القوم لا يشقى بهم جليسهم‏.‏

‏(‏الحديث الرابع‏)‏ أخرج مسلم والترمذي عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما قال- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده

‏(‏الحديث الخامس‏)‏ أخرج مسلم والترمذي عن معاوية أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال ما يجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده فقال انه أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة‏.‏

‏(‏الحديث السادس‏)‏ أخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون‏.‏

‏(‏الحديث السابع‏)‏ أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أبي الجوزاء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا ذكر الله حتى يقول المنافقين أنكم مراؤون - مرسل، ووجه الدلالة من هذا والذي قبله أن ذلك إنما يقال عند الجهر دون الإسرار‏.‏

‏(‏الحديث الثامن‏)‏ أخرج البيهقي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا يا رسول الله وما رياض الجنة قال حلق الذكر‏.‏

‏(‏الحديث التاسع‏)‏ أخرج بقي بن مخلد عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بمجلسين أحد المجلسين يدعون الله ويرغبون إليه والآخر يعلمون العلم فقال كلا المجلسين خير وأحدهما أفضل من الآخر‏.‏

‏(‏الحديث العاشر‏)‏ أخرج البيهقي عن عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله إلا ناداهم مناد من السماء قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات‏.‏

‏(‏الحديث الحادي عشر‏)‏ أخرج البيهقي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الرب تعالى يوم القيامة سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم فقيل ومن أهل الكرم يا رسول الله قال مجالس الذكر في المساجد‏.‏

‏(‏الحديث الثاني عشر‏)‏ أخرج البيهقي عن ابن مسعود قال إن الجبل لينادي الجبل باسمه يا فلان هل مر بك اليوم لله ذاكر فان قال نعم استبشر ثم قرأ عبد الله ‏(‏لقد جئتم شيئا إذا تكاد السماوات يتفطرن منه - الآية‏)‏ وقال أيسمعون الزور ولا يسمعون الخير‏.‏

‏(‏الحديث الثالث عشر‏)‏ أخرج ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس في قوله ‏(‏فما بكت عليهم السماء والأرض‏)‏ قال إن المؤمن إذا مات بكى عليه من الأرض الموضع الذي كان يصلي فيه ويذكر الله فيه، وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي عبيد قال إن المؤمن إذا مات نادت بقاع الأرض عبد الله المؤمن مات فتبكي عليه الأرض والسماء فيقول الرحمن ما يبكيكما على عبدي فيقولون ربنا لم يمش في ناحية منا قط إلا وهو يذكرك، وجه الدلالة من ذلك أن سماع الجبال والأرض للذكر لا يكون إلا عن الجهر به‏.‏

‏(‏الحديث الرابع عشر‏)‏ أخرج البزار والبيهقي بسند صحيح عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى عبدي إذا ذكرتني خاليا ذكرتك خاليا وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منهم وأكثر‏.‏

‏(‏الحديث الخامس عشر‏)‏ أخرج البيهقي عن زيد بن أسلم قال قال ابن الأدرع انطلقت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فمر برجل في المسجد يرفع صوته قلت يا رسول الله عسى أن يكون هذا مرائيا قال لا ولكنه أواه، وأخرج البيهقي عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل يقال له ذو البجادين إنه أواه وذلك أنه كان يذكر الله، وأخرج البيهقي عن جابر بن عبد الله أن رجلا كان يرفع صوته بالذكر فقال رجل لو أن هذا خفض من صوته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه فانه أواه

‏(‏الحديث السادس عشر‏)‏ أخرج الحاكم عن شداد بن أوس قال إنا لعند النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال ارفعوا أيديكم فقولوا لا إله إلا الله ففعلنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة إنك لا تخلف الميعاد ثم قال ابشروا فان الله قد غفر لكم‏.‏

‏(‏الحديث السابع عشر‏)‏ أخرج البزار عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لله سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر فإذا أتوا عليهم حفوا بهم فيقول الله تعالى غشوهم برحمتي فهم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم‏.‏

‏(‏الحديث الثامن عشر‏)‏ أخرج الطبراني وابن جرير عن عبد الرحمن ابن سهل بن حنيف قال نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته ‏(‏واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي - الآية‏)‏ فخرج يلتمسهم فوجد قوما يذكرون الله تعالى منهم ثائر الرأس وجاف الجلد وذو الثوب الواحد فلما رآهم جلس معهم وقال الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أصبر نفسي معهم‏.‏

‏(‏الحديث التاسع عشر‏)‏ أخرج الإمام أحمد في الزهد عن ثابت قال كان سلمان في عصابة يذكرون الله فمر النبي صلى الله عليه وسلم فكفوا فقال ما كنتم تقولون قلنا نذكر الله قال إني رأيت الرحمة تنزل عليكم فأحببت أن أشارككم فيها ثم قال الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم‏.‏

‏(‏الحديث العشرون‏)‏ أخرج الأصبهاني في الترغيب عن أبي رزين العقيلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ألا أدلك على ملاك الأمر الذي تصيب به خيري الدنيا والآخرة قال بلى قال عليك بمجالس الذكر وإذا خلوت فحرك لسانك بذكر الله‏.‏

‏(‏الحديث الحادي والعشرون‏)‏ أخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي والأصبهاني عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن أجلس مع قوم يذكرون الله بعد صلاة الصبح إلى أن تطلع الشمس أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ولأن أجلس مع قوم يذكرون الله بعد العصر إلى أن تغيب الشمس أحب إلي من الدنيا وما فيها‏.‏

‏(‏الحديث الثاني والعشرون‏)‏ أخرج الشيخان عن ابن عباس قال إن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن عباس كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته‏.‏

‏(‏الحديث الثالث والعشرون‏)‏ أخرج الحاكم عن عمر بن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له- له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة وبنى له بيتا في الجنة، وفي بعض طرقه فنادى‏.‏

‏(‏الحديث الرابع والعشرون‏)‏ أخرج أحمد وأبو داود والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجه عن السائب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاءني جبريل فقال مر أصحابك يرفعوا أصواتهم بالتكبير‏.‏

‏(‏الحديث الخامس والعشرون‏)‏ أخرج المروزي في كتاب العيدين عن مجاهد أن عبد الله بن عمر وأبا هريرة كانا يأتيان السوق أيام العشر فيكبران لا يأتيان السوق إلا لذلك وأخرج أيضا عن عبيد بن عمير قال كان عمر يكبر في قبته فيكبر أهل المسجد فيكبر أهل السوق حتى ترتج منى تكبيرا، وأخرج أيضا عن ميمون بن مهران قال أدركت الناس وأنهم ليكبرون في العشر حتى كنت أشبهها بالأمواج من كثرتها‏.‏

‏(‏فصل‏)‏ إذا تأملت ما أوردنا من الأحاديث عرفت من مجموعها أنه لا كراهة البتة في الجهر بالذكر بل فيه ما يدل على استحبابه إما صريحا أو التزاما كما أشرنا إليه، وأما معارضته بحديث خير الذكر الخفي فهو نظير معارضة أحاديث الجهر بالقرآن بحديث المسر بالقرآن كالمسر بالصدقة، وقد جمع النووي بينهما بأن الإخفاء أفضل حيث خاف الرياء أو تأذى به مصلون أو نيام والجهر أفضل في غير ذلك لأن العمل فيه أكثر ولأن فائدته تتعدى إلى السامعين ولأنه يوقظ قلب القارئ ويجمع همه إلى الفكر ويصرف سمعه إليه ويطرد النوم ويزيد في النشاط، وقال بعضهم‏:‏ بستحب الجهر ببعض القراءة والإسرار ببعضها لأن المسر قد يمل فيأنس بالجهر والجاهر قد يكل فيستريح بالإسرار انتهى، وكذلك نقول في الذكر على هذا التفصيل وبه يحصل الجمع بين الأحاديث فإن قلت‏:‏ قال الله تعالى ‏(‏واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية ودون الجهر من القول‏)‏ قلت‏:‏ الجواب عن هذه الآية من ثلاثة أوجه‏:‏

الأول‏:‏ إنها مكية كآية الإسراء ‏(‏ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها‏)‏ وقد نزلت حين كان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر بالقرآن فيسمعه المشركون فيسبون القرآن ومن أنزله فأمر بترك الجهر سدا للذريعة كما نهى عن سب الأصنام لذلك في قوله تعالى ‏(‏ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم‏)‏ وقد زال هذا المعنى وأشار إلى ذلك ابن كثير في تفسيره‏.‏

الثاني‏:‏ إن جماعة من المفسرين منهم عبد الرحمن بن زيد بن أسلم شيخ مالك وابن جرير حملوا الآية على الذاكر حال قراءة القرآن وانه أمر له بالذكر على هذه الصفة تعظيما للقرآن أن ترفع عنده الأصوات ويقويه اتصالها بقوله‏:‏ ‏(‏وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا‏)‏ قلت‏:‏ وكأنه لما أمر بالإنصات خشي من ذلك الإخلاد إلى البطالة فنبه على أنه وإن كان مأمورا بالسكوت باللسان إلا أن تكليف الذكر بالقلب باق حتى لا يغفل عن ذكر الله ولذا ختم الآية بقوله ‏(‏ولا تكن من الغافلين‏)‏‏.‏

الثالث‏:‏ ما ذكره الصوفية أن الأمر في الآية خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم الكامل المكمل وأما غيره ممن هو محل الوساوس والخواطر الردية فمأمور بالجهر لأنه أشد تأثيرا في دفعها قلت‏:‏ ويؤيده من الحديث ما أخرجه البزار عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى منكم بالليل فليجهر بقراءته فإن الملائكة تصلي بصلاته وتسمع لقراءته وإن مؤمني الجن الذين يكونون في الهواء وجيرانه معه في مسكنه يصلون بصلاته ويستمعون قراءته وأنه ينطرد بجهره بقراءته عن داره وعن الدور التي حوله فساق الجن ومردة الشياطين فإن قلت‏:‏ فقد قال تعالى ‏(‏ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين‏)‏ وقد فسر الاعتداء بالجهر في الدعاء قلت‏:‏ الجواب عنه من وجهين‏:‏ أحدهما‏:‏ أن الراجح في تفسيره أنه تجاوز المأمور به أو اختراع دعوة لا أصل لها في الشرع ويؤيده ما أخرجه ابن ماجة والحاكم في مستدركه وصححه عن أبي نعامة رضي الله عنه أن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء فهذا تفسير صحابي وهو أعلم بالمراد‏.‏ الثاني‏:‏ على تقدير التسليم فالآية في الدعاء لا في الذكر والدعاء بخصوصه الأفضل فيه الإسرار لأنه أقرب إلى الإجابة ولذا قال تعالى ‏(‏إذ نادى ربه نداء خفيا‏)‏ ومن ثم استحب الإسرار بالاستعاذة في الصلاة اتفاقا لأنها دعاء فإن قلت فقد نقل عن ابن مسعود أنه رأى قوما يهللون برفع الصوت في المسجد فقال ما أراكم إلا مبتدعين حتى أخرجهم من المسجد قلت هذا الأثر عن ابن مسعود يحتاج إلى بيان سنده ومن أخرجه من الأئمة الحفاظ في كتبهم وعلى تقدير ثبوته فهو معارض بالأحاديث الكثيرة الثابتة المتقدمة وهي مقدمة عليه عند التعارض، ثم رأيت ما يقتضي إنكار ذلك عن ابن مسعود قال الإمام أحمد بن حنبل في كتاب الزهد ثنا حسين ابن محمد ثنا المسعودي عن عامر بن شقيق عن أبي وائل قال هؤلاء الذين يزعمون أن عبد الله كان ينهى عن الذكر ما جالست عبد الله مجلسا قط إلا ذكر الله فيه، وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت البنابي قال إن أهل ذكر الله ليجلسون إلى ذكر الله والله وأن عليهم من الآثام أمثال الجبال وأنهم ليقومون من ذكر الله تعالى ما عليهم منها شيء‏.‏

الدر المنظم في الاسم الأعظم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي له الأسماء الحسنى والصفات العليا والصلاة والسلام على سيدنا محمد المخصوص بالشفاعة العظمى وعلى آله وصحبه ذوي المقام الأسنى وبعد فقد سئلت عن الاسم الأعظم وما ورد فيه فأردت أن أتتبع ما ورد فيه من الأحاديث والآثار والأقوال فقلت في الاسم الأعظم اقوال الأول‏:‏ أنه لا وجود له بمعنى أن أسماء الله تعالى كلها عظيمة لا يجوز تفضيل بعضها على بعض ذهب إلى ذلك قوم منهم أبو جعفر الطبري وأبو الحسن الأشعري وأبو حاتم بن حبان والقاضي أبو بكر الباقلاني، ونحوه قول مالك وغيره لا يجوز تفضيل بعض الأسماء على بعض وحمل هؤلاء ما ورد من ذكر الاسم الأعظم على أن المراد به العظيم، وعبارة الطبري اختلفت الآثار في تعيين الاسم الأعظم والذي عندي أن الأقوال كلها صحيحة إذ لم يرد في خبر منها أنه الاسم الأعظم ولا شيء أعظم منه فكأنه تعالى يقول كل اسم من أسمائي يجوز وصفه بكونه أعظم فيرجع إلى معنى عظيم وقال ابن حبان الأعظمية الواردة في الأخبار المراد بها مزيد ثواب الداعي بذلك كما أطلق ذلك في القرآن والمراد به مزيد ثواب الداعي والقارئ، القول الثاني‏:‏ أنه مما استأثر الله بعلمه ولم يطلع عليه أحدا من خلقه كما قبل بذلك في ليلة القدر وفي ساعة الإجابة وفي الصلاة الوسطى، القول الثالث‏:‏ أنه هو نقله الإمام فخر الدين عن بعض أهل الكشف واحتج له بأن من أراد أن يعبر عن كلام عظيم بحضرته لم يقل أنت قلت كذا وإنما يقول هو تأدبا معه، القول الرابع، ‏(‏الله‏)‏ لأنه اسم لم يطلق على غيره ولأنه الأصل في الأسماء الحسنى ومن ثم أضيفت إليه قال ابن أبي حاتم في تفسيره حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا إسماعيل بن علية عن أبي رجاء حدثني رجل عن جابر بن عبد الله بن زيد أنه قال اسم الله الأعظم هو الله ألم تسمع أنه يقول ‏(‏هو الله لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم‏)‏ وقال ابن أبي الدنيا في كتاب الدعاء حدثنا إسحاق بن إسماعيل عن سفيان بن عيينة عن مسعر قال قال الشعبي اسم الله الأعظم يا الله‏.‏ القول الخامس‏:‏ الله الرحمن الرحيم قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري ولعل مستنده ما أخرجه ابن ماجه عن عائشة أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمها الاسم الأعظم فلم يفعل فصلت ودعت اللهم إني أدعوك الله وأدعوك الرحمن وأدعوك الرحيم، وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم- الحديث، وفيه أنه صلى الله عليه وسلم قال لها إنه لفي الأسماء التي دعوت بها قال وسنده ضعيف وفي الاستدلال به نظر انتهى‏.‏ قلت أقوى منه في الاستدلال ما أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه ابن عباس أن عثمان بن عفان سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بسم الله الرحمن الرحيم فقال هو اسم من أسماء الله تعالى وما بينه وبين اسم الله الأكبر إلا كما بين سواد العين وبياضها من القرب، وفي مسند الفردوس للديلمي من حديث ابن عباس مرفوعا اسم الله الأعظم في ست آيات من آخر سورة الحشر، القول السادس الرحمن الرحيم الحي القيوم لحديث الترمذي وغيره عن أسماء بنت يزيد أنه عليه السلام قال اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين ‏(‏وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم‏)‏ وفاتحه سورة آل عمران ‏(‏الله لا إله هو الحي القيوم‏)‏ القول السابع‏:‏ الحي القيوم لحديث ابن ماجه والحاكم عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه رفعه الاسم الأعظم في ثلاث سور‏:‏ البقرة وآل عمران وطه، قال القاسم الراوي عن أبي أمامة التمسته فيها فعرفت أنه الحي القيوم، وقواه الفخر الرازي واحتج بأنهما يدلان على صفات العظمة بالربوبية ما لا يدل على ذلك غيرهما كدلالتهما‏.‏ القول الثامن‏:‏ الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام لحديث أحمد وأبي داود وابن حبان والحاكم عن أنس أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلي ثم دعا اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم فقال صلى الله عليه وسلم لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى‏.‏ القول التاسع‏:‏ بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام أخرج أبو يعلى من طريق السرى بن يحيى عن رجل من طيء واثنى عليه خيرا قال كنت أسال الله تعالى أن يريني الاسم الأعظم فرأيت مكتوبا في الكواكب في السماء يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام‏.‏ القول العاشر‏:‏ ذو الجلال والإكرام لحديث الترمذي عن معاذ سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول يا ذا الجلال والإكرام فقال قد استجيب لك فسل، وأخرج ابن جرير في تفسير سورة النمل عن مجاهد قال الاسم الذي إذا دعى به أجاب يا ذا الجلال والإكرام واحتج له الفخر بأنه يشمل جميع الصفات المعتبرة في الالهية لأن في الجلال إشارة إلى جميع السلوب وفي الإكرام إشارة إلى جميع الإضافات‏.‏ القول الحادي عشر‏:‏ الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد لحديث أبي داود والترمذي وابن ماجه والحاكم عن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب، وفي لفظ عند أبي داود لقد سألت الله باسمه الأعظم قال الحافظ ابن حجر وهو أرجح من حديث السند عن جميع ما ورد في ذلك‏.‏ القول الثاني عشر‏:‏ رب رب أخرج الحاكم عن أبي الدرداء وابن عباس قالا اسم الله الأكبر رب رب، وأخرج ابن أبي الدنيا عن عائشة مرفوعا وموقوفا إذا قال العبد يا رب يا رب قال الله تعالى لبيك عبدي سل تعط، القول الثالث عشر‏:‏ - ولم أدر من ذكره- مالك الملك أخرج الطبراني في الكبير بسند ضعيف عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في هذه الآية من آل عمران ‏(‏قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء- إلى قوله ‏(‏وترزق من تشاء بغير حساب‏)‏ القول الرابع عشر‏:‏ دعوة ذي النون لحديث النسائي والحاكم عن فضالة بن عبيد رفعه دعوة ذي النون في بطن الحوت ‏(‏لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين‏)‏ لم يدع بها رجل مسلم قط إلا استجاب الله له، أخرج ابن جرير من حديث معبد مرفوعا اسم الله الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى دعوة يونس بن متى، أخرج الحاكم عن سعد بن أبي وقاص مرفوعا ألا أدلكم على اسم الله الأعظم دعاء يونس فقال رجل هل كانت ليونس خاصة فقال ألا تسمع قوله ‏(‏ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين‏)‏ وأخرج ابن أبي حاتم عن كثير ابن معبد قال سألت الحسن عن اسم الله الأعظم قال أما تقرأ القرآن قول ذي النون لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين‏.‏ القول الخامس عشر‏:‏ كلمة التوحيد نقله عياض‏.‏ القول السادس عشر‏:‏ نقل الفخر الرازي عن زين العابدين أنه سأل الله أن يعلمه الاسم الأعظم فرأى في النوم هو الله‏.‏ ‏.‏ الله‏.‏ ‏.‏ الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم‏.‏ القول السابع عشر‏:‏ هو مخفي في الأسماء الحسنى ويؤيده حديث عائشة المتقدم لما دعت ببعض الأسماء الحسنى قال إنه لفي الأسماء التي دعوت بها‏.‏ القول الثامن عشر‏:‏ أنه كل اسم من أسمائه تعالى دعا العبد به ربه مستغرقا بحيث لا يكون في فكره حالة إذ غير الله فإن من دعا الله تعالى بهذه الحالة كان قريب الإجابة وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي يزيد البسطامي أنه سأله رجل عن الاسم الأعظم فقال ليس له حد محدود إنما هو فراغ قلبك بوحدانيته فإذا كنت كذلك فافزع إلى أي اسم شئت فإنك تسير به إلى المشرق والمغرب وأخرج أبو نعيم أيضا عن أبي سليمان الداراني قال سألت بعض المشايخ عن اسم الله الأعظم قال تعرف قلبك قلت نعم قال فإذا رأيته قد أقبل ورق فسل الله حاجتك فذاك اسم الله الأعظم وأخرج أبو نعيم أيضا عن ابن الربيع السائح أن رجلا قال له علمني الاسم الأعظم فقال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم أطع الله يطعك كل شيء‏.‏ القول التاسع عشر‏:‏ اللهم حكاه الزركشي في شرح جمع الجوامع واستدل لذلك بأن الله دال على الذات والميم دالة على الصفات التسعة والتسعين ذكره ابن مظفر وهذا قال الحسن البصري اللهم مجمع الدعاء وقال النضر بن شميل من قال اللهم فقد دعا الله بجميع أسمائه‏.‏ العشرون‏:‏ ألم أخرج ابن جرير على ابن مسعود قال آلم هو اسم الله الأعظم وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال آلم اسم من أسماء الله الأعظم وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال آلم قسم أقسم الله به وهو من أسمائه تعالى‏.‏

تم الجزء الأول من الحاوي للفتاوى